Abderrahmane Guechachta عضو جديد
عدد الرسائل : 17 العمر : 38 البلد : http://www.soufdz.net/vb/ العمل/الترفيه : اداري السٌّمعَة : 0 نقاط : 5437 تاريخ التسجيل : 23/07/2009
| موضوع: ابتسم الجمعة أغسطس 21, 2009 2:41 am | |
|
ابتسم
الضحك المعتدل بلسم للهموم و مرهم للأحزان و له قوة عجيبة في فرح الروح و جذل القلب حتى قال الدراء رضى الله عنه : أنى لأضحك حتى يكون اجماما لقلبى . وكان أكرم الناس صلى الله عليه و سام يضحك أحيانا حتى تبدو نواجذه، و هذا ضحك العقلاء البصراء بداء النفس و دوائها .
يقول أحمد أمين في فيض الخاطر « ليس المتبسمون للحياة أسعد حالا لأنفسهم ، فقط بل هم كذلك اقدر على العمل ، و أكثر احتمالا للمسؤولية ، و أصلح لمواجهة الشدائد و معالجة الصعاب ، و الإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم و تنفع الناس .
لو خيرت بين مال كثير أو منصب خطير ، وبين نفس راضية باسمة ، لاخترت الثانية ، فما المال مع العبوس ؟! و ما المنصب مع اقباض النفس ؟! وما كل ما في الحياة إذا كان صاحبه ضيقا حرجا كأنه عائد من جنازة حبيب ؟!
و لا قيمة للبسمة الظاهرة إلا إذا كانت منبعثة مما يعتري طبيعة الإنسان من شذوذ ، فالزهر باسم و الغابات باسمة ، و البحار و الأنهار و السماء و النجوم و الطيور كلها باسمة .
و كان الإنسان بطبعه باسم لولا ما يعرض له من طمع و سر ة أنانية تجعله عابسا ، فكان بذلك نشازا في نغمات الطبيعة المنسجمة ، و من اجل هذا لا يرى الجمال من عبست نفسه ، و لا يرى الحقيقة من تدنس قلبه ، فكل إنسان يرى الدنيا منخلا ل عمله و فكره و بواعثه ، فإذا كان العمل طيبا و الفكر نظيفا و البواعث طاهرة ، كان منظاره الذي يرى به الدنيا نقيا ، فرأى الدنيا جميلة كما خلقت , و إلا تغبّش منظاره ، واسود زجاجه فرأى كل شيء اسودا مغبشا .
الحياة فن ، و فن يتعلم ، ولخير للإنسان أن يجد في وضع الأزهار والرياحين و الحب في حياته ، من أن يجد في تكديس المال في جيبه أو في مصرفه . ما الحياة إذا وجهت كل الجهود فيها لجمع المال ، و لم يوجه أي جهد لترقية جانب الرحمة و الحب وفيها الجمال ؟!
النفس الباسمة ترى الصعاب فيذلها التغلب عليها ، تنظرها فتبسم ، و تعالجها فتبسم ، و تتغلب عليها فتبسم ، و النفس العابسة لا ترى صعابا فتخلفها ، و إذا رأتها أكبرتها و استصغرت همتها و تعللت بلو و إذ و إن .وما الدهر الذي يلعنه إلا مزاجه و تربيته انه يود النجاح في الحياة ولا يريد أن يدفع ثمنه ، انه يرى في كل طريق أسد رابضا ، انه ينتظر حتى تمطر السماء ذهبا أو تنشق الأرض عن كنز ما أحوجنا إلى لبسمة و طلاقة الوجه ، وانشراح الصدر و أريحية الخلق ، و لطف الروح و لين الجانب « إن الله أوحى إلي أن تواضعوا ، حتى لا يبغي احد على احد ولا يفخر احد على احد «. [/size] | |
|