أبو الأنترنت..؟؟؟

أبو الأنترنت وصاحب أول موقع


ألسير تيم بيرنز هو صاحب أول موقع على شبكة المعلومات الدولية. فهو السبب الرئيسي في أنك تقرأهذا الخبر الآن، وفي انك تقضي أوقاتا، طالت أم قصرت مع هذه الوسيلة الإعلامية التي يمكن أن نصفها إلى يومنا هذا بالثورة في مجال المعلومات



مخترع الإنترنت هو شخص بريطاني الجنسية اسمه (تيم بيرنيرز- لي)، وذلك بمشاركة مجموعة من الباحثين في معمل "سيرن" الفيزياء الأوربّي في جنيف بسويسرا، وكان الدافع وراء ذلك إتاحة مساحة حرة للكتابة، حيث كان من السهل إنشاء صفحة والكتابة فيها ويقرأها الآخرون ويعلقون عليها، وهو ما يشبه مواقع الـblogs التي انتشرت اليوم، إلا أن الأمر في البداية لم يكن مساحة للإبداع، كما أن إنشاء وإعداد الصفحات الجديدة كان معقدا..
.بدأت رحلة تيم في ابتكاره أثناء عمله كمستشار ومهندس برامج في "سيرن"، حيث كتب برنامجه الأول لتخزين المعلومات Enquire، والذي يعتبر التصور الأساسي لنمو الإنترنت، ولكنه لم يعلن عن هذا البرنامج لأحد.
وفي 1989 اقترح مشروع لغة تعليم النص المترابط أو ما عُرف فيما بعد بالشبكة العالميةWWW. World Wide Web، معتمداً في هذا المشروع على المشروع الأول الذي صممه Enquire، كما وضع أسس أول برنامج مستقل لتصفح إنترنت وبدأ هذا العمل في أكتوبر 1989، وكان البرنامج World Wide Web الأول متاحاً من خلال معهد سيرن في ديسمبر من نفس العام، وأُطلق على الإنترنت في صيف 1991 من خلال إطلاق أول موقع اليكتروني.
وبين العامين 1991 و 1993، استمر تيم في العمل بتصميم الويب وتنسيق الملاحظات من المستخدمين عبر الإنترنت، وتم مناقشة تعريفاته ومواصفاته الأولى URLS ،HTTP ،HTML في دوائر أكبر بفرنسا للتحقق من إمكانية الويب الكاملة، وضمانات استقراره من خلال التطور السريع والتحولات الجديدة لاستعماله اللغوي.

مجرد نجاح

ولد تيم في لندن عام 1955 وتخرج من كليّة الملكة في جامعة أكسفورد بإنجلترا عام 1976، وقضى سنتين مع شركة بليسي للاتّصالات السلكيّة واللاسلكيّة المصنّع الرئيسي لأجهزة تيليكوم في المملكة المتّحدة، وعمل في قسم نظم المبادلات التجارية وسباقات الرّسائل وتكنولوجيا شفرة التّعرّف، وفي عام 1978 ترك بليسي للانضمام إلى د.ج ناش، حيث كتب من بين ما كتب برامج طباعة للطابعات الذكية، ونظم التشغيل متعدد المهام ومعالج بيانات، ويعمل بيرنرز الآن باحثا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في بوسطن بالولايات ‏المتحدة الأمريكية، كما يعمل مدير منظمة W3C World Wide Web Consortium (ائتلاف الشبكة العالمية).
منذ عام 1995 بدأ تيم- أبو الإنترنت - كما يطلق عليه، رحلته مع الجوائز حيث تسلم جائزة مبتكر العام، وغيرها من الجوائز الإبداعية الهامة من عدة شركات ومؤسسات بالإضافة لدرجات الشرف من إحدى مؤسسات التصميم العليا في نيويورك وجائزة الرجل المتميز في جمعية الكومبيوتر البريطانية.
كما فاز تيم بجائزة الألفية للتكنولوجيا التي تقدمها مؤسسة ‏‏التكنولوجيا الفنلندية في هلسنكي وتقدر بمليون يورو لاختراعه شبكة الإنترنت التي جعلت العالم أشبه بقرية كونية صغيرة، وحصل على لقب سير من ملكة انجلترا نظرا لأعماله المتفردة في مجال تكنولوجيا ‏المعلومات، وهو الذي لم يكون يتوقعه حيث أوضح وقتها أن تكريمه يثبت أن هذا التكريم يمكن أن يناله "أشخاص عاديين" يعملون على أشياء "تحقق نجاحا" مثل الإنترنت.
يعكس الموقع الشخصي للرجل عن بساطته فهو يبعد عن أي تعقيد، ويؤكد ذلك زملائه المقربون الذين يقولون عنه: "لن تجد وقت فراغ كبير على اللوحة البيضاء المعلقة بمكتبه فهو يقضي معظم أمسياته في ضبط أولويات المجموعة ( W3C )، وحتى في الصباح، فهو لا يترك لحظة دون فائدة إلى أن يقوم بإجراء الاجتماع الصباحي، والذي يتحول إلى محاضرة جامعية بها كتل من السهام والدوائر والخطوط".

أول خطوة

بعد مرور عقدين من الزمان على الإنترنت وما يبهرنا به يرى السير خلال تصريحه في حوار لـ (بى بى سي) أن هذا الاختراع ما زال في مرحلة "الطفولة" يتلمس خطواته الأولى، وأنه يتوقع أن يتم حسم بعض القضايا المتعلقة بالشبكة أكثر استقراراً في المستقبل مثل قضايا القرصنة وحقوق الطبع، والرسائل غير المرغوبة، وكشف تيم عن خطة تتضمن إنشاء مؤسسة لتطوير شبكة الإنترنت العالمية.
ولفت السير تيم إلى أنه بحث سبل منح المواقع الإلكترونية الماركات أو العلامات التجارية المسجلة، إلا أنهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن هناك حاجة لإيجاد تنوع شامل من الآليات المختلفة اللازمة لتلبية مثل هذا الغرض.
وتحدث السير تيم عن طموحاته المستقبلية المتمثلة في تطوير عملية وصول المستخدمين إلى الشبكة، ويسعى لتحقيقه من خلال مؤسسته الجديدة (WWWF) أو (مؤسسة الشبكة العالمية للإنترنت)، مشيرا إلى أن 20 % فقط من سكان العالم يستخدمون هذه الخدمة حالياً، كما يفكر أيضاُ في نوعية الفوائد والخدمات التي يمكن أن تتيحها شبكة الإنترنت للأميين الذين لا يستطيعون القراءة أو الكتابة.
وأضاف بيرنز أنه عندما تبلغ الشبكة عمر الثلاثين يتوقع ألا يتحدث عنها الناس لأنها ستصبح أمرا مسلما به، ويقول في النهاية إنها على قدر ما تحافظ على انفتاحها ومرونتها وعالميتها ستكون مساحة تؤدي لبناء ما هو متجدد ومتفرد لتصل بنا لما لا نستطيع أن نتخيله الآن.